
مرحبا بشهر رجب المبارك
من الحقائق الكشفية لمولانا الشيخ قدس سره، بتقديم وشرح الشيخ نورجان ميراحمدي قدس الله سره
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
﴾أَطِيعُواللَّه وَأَطِيعُوٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ… ﴿٥٩…
الحمدلله دائما وتذكيرا لنفسي انا عبدك العاجز الضعيف المسكين الظالم والجاهل وبفضل الله ما زلنا على قيد الحياة. تذكيرا لنفسي ولكم بان نسلك طريق ان نكون لا شيء بافتقار وتواضع لله عز وجل
رجب الشهر السابع القمري
اذا احبك الله عز وجل دعاك الى التفكر في حقيقة ونسبة وجودك في هذا الكون ، اذا نظرت في هذا الكون الواسع والمترامي الأطراف اللانهائي الحد وبحثت في عظم مخلوقات الله عز وجل، سوف تظهر لك حقيقتك وحقيقيتنا جميعا ” باننا لا شيء” فانظر الى هذه المخلوقات والنجوم والمجرات الهائلة البعيدة وما نسبة خلقنا لها ، فما نسبتنا الى الخالق عز وجل ” فنحن قطعا لا شيء يذكر في هذا المعنى. هذا الادراك والتأمل لهذه الحقائق يجعل الروح الإنساني يتحرر من قبضة وهيمنة الجسد فتصبح هائمة باحثة عن الحقيقة وتبدأ بالتحرر من الزمان والمكان تريد الوصول والاتصال بالحضرة الإلهية لهذا الخلق العظيم.
من المهم جدا على كل طالب لمعرفة الحقيقة الروحية ان يتحرر اولا من الجسد المادي المحصور به وان لا يتماهي مع متطلبات وشهوات جسده بشكل مطلق ، وعدم التقيد بحقائق الزمان والمكان المحصورة ، لان الحضرة الإلهية ليس لها زمان ومكان لانها غير محدودوة وغير مقيدة وبان ان هذا السفر هو سفر روح باداة القلب الإنساني لاختراق الحجب الزمانية والمكانية والشهوات والقيود المعطلة التي تمنع من حضور النور في هذا القلب ، يبدأ العمل الروحي القلبي من هنا
الحمدلله ان من الله عز وجل علينا بان اكرمنا ببلوغ شهر رجب الحالي وهو الشهر القمري السابع من الأشهر العربية ، حيث يحمل في طياته هذا الشهر المبارك الكثير من الاسرار والحقائق الروحانية الهامة ، والتجليات والانوار الإلهية على الجميع في هذه المناسبة. بامكانكم تحميل التطبيق الطريق المحمدي من هنا على الهاتف المحمول لقراءة كافة الادعية الخاصة بشهر رجب وباقي الأشهر
كل شهر قمري له تجليات روحانية وتنازلات الهية ونفحات خاصة. شمس العارفين هي تعاليم الإشارات الروحانية من أولياء هذه الطريقة للسالكين في طريق الروح والتزكية للوصول الى مقام الاحسان والحضرة الإلهية، ان للرمز والاشارة علاقة واضحة بعالم الروح من اجل الانتقال من البعد المادي الى البعد الغيبي وفهم الحقيقة والمعرفة تعلمنا هذه التعاليم بان حياتنا هي سفينة تبحر في محيط وهذا المحيط هو بحر الكلمات والحقائق الإلهية التي يتولد منها الخلق باضطرار وتشرق عليها شموس المعارف باستمرار. وكذلك الأقمار في كل شهر قمري عبر السنة يتولد منها ١٢ قمر بأسماء مختلفة لاثني عشر شهرا قمريا، وهنالك أيضا اثني عشر برجا أيضا في هذه الحياة الدنيا. وبما اننا نتحرك على هذه الأرض بتداخل الليل والنهار والشمس والقمر وتعاقبهما فتظهر التشكلات البرجية التي من خلالها نعرف موقع السفينة او معرفة الفصول الزراعة والحصاد والمواسم وباقي لوازم الحياة مهتدين بعلامات النجوم في البحر. كذلك أيضا فان النور المحمدي ﷺ تماما مثل رمزية الشمس واهميتها في حياة الانسان، وحيث ان هذا النور حقيقي لأنه مادة الحياة الاصلية للخلق فهذا النور يتنزل ويتطوف بدوران وكل دوران هو بمثابة تجلي وامداد إلهي مختلف على من الحضرة الإلهية على هذا النور المحمدي الممد لكل الاكوان بروحانيته ﷺ
كل شهر قمري هو انعكاس لحقيقة الرقم ٩ الروحية
تماما مثل حقيقة الأبراج الاثني عشر في العالم المادي الناتجة من دوران الأرض حول الشمس يجعل الشمس كما لو كانت تنتقل عبر الأبراج الفلكية في كل شهر وبانعكاس على القمر مختلف، هذه الحقيقة الكونية في عالم المادة لها مثال مقارب في عالم الروح وهو اختلاف التجليات الإلهية على النور المحمدي بتنوع التجليات والنفحات، وبما ان الحضرة الإلهية ـ ليست هي ذات الله عز وجل ـ بل المقصود بالحضرة الإلهية هي عالم الملكوت النوري. الحضرة الإلهية يرمز اليها في العلم العرفاني الذوقي لاولياء الله بالشمس، لان الحياة المادية الحسية لا تستقيم بلا شمس. هذه الحضرة الإلهية تعكس من ضياء شمسها على القمر وهو أفضل مستقبل لضوء الشمس وعاكس لها في الليل لإنارة الكرة الأرضية. فالقمر الذي يعكس ضياء الشمس بمثابة رمزية النور المحمدي العاكس لضياء الحضرة الإلهية، وهذه الحركة الروحانية لتجليات الانوار تماما مثل الأبراج وحركة الشمس والقمر
اول شهر قمري هو محرم، وهو الشهر الذي يرمز الى تجلي معنى روحاني وهو باب التوبة. مناسبة هذا الشهر هو التوبة الروحانية في الحضرة الإلهية. فيبدأ السالك والمريد باستحضار النية وعقد العزم بالتوبة وشد الرحال الروحي الى الحضرة الإلهية في اول شهر قمري مهاجرا اليه. ويكون الشهر الثاني عشر القمري هو شهر ذو الحجة. اذن اول شهر محرم ـ بمعنى تشتد فيه حرمة الأمور، ويزداد المنع لارتكاب أي من المحرمات ـ، فيدخل السالك للتربية الروحية في هذا الشهر سائلا الله عز وجل ” يا رب قد جئت اليك وانا لست بشيء وأريد سلوك الطريق اليك „. الشهر الثاني القمر هو شهر صفر، ومن اسراره سورة الكهف وحقائقها الروحية عن أصحاب الكهف. يتم الانتقال عبر القران الكريم أيضا بموازاة هذا الترتيب الكوني والروحي الدقيق جدا بدورة من ٩ حركات، فالرقم ٩ له حقيقة روحية هائلة. فتبدأ رحلة السفينة الروحية من سورة التوبة رقم٩ في محرم، الى سورة الكهف رقم ١٨ في صفر، وهكذا ٢٧، ٣٦، ٤٥، ٥٤، والان رجب سورة رقم ٦٣. هذا كله من تجليات الحقيقة الروحية للرقم ٩، الرقم تسعة هو سلطان الحقائق الكشفية، وسلطان الأرقام الروحية، لذلك لمعرفة موقع السفينة يضرب رقم ٩ برقم الشهر القمري فنعرف احداثيات الروح المحمدي في أي سورة ونعرف تجليات الشهر القمري الروحانية على الكون وعلى السالكين
الحقيقة الروحانية للرقم ٦٣، ترمز الى اسم النبي ﷺ الثالث والستين في دلائل الخيرات (الحفي: المرحب بالأخرين)
الشهر القمري السابع رجب مع الحركة المضروبة بسلطان الأرقام يتولد الرقم ثلاثة وستين ٦٣، وهذا الرقم يشير في روحانية الرسول محمد ﷺ الى سورة المنافقين المنزلة على قلبه الشريف في شهر رجب. شهر رجب كما يقولون هو دار العجب. الكثير من الفتوحات الروحانية والقلبية على السالك سوف تتجلى في هذا الشهر الكريم، وللرقم ٦٣ سر روحي عميق ولسورة المنافقين رقم ٦٣ معنى ومدخل لهذا الشهر. الله عز وجل يبين أهمية الاسراء والمعراج ودلالة سورة المنافقين، لان حادثة الاسراء والمعراج قد حدثت في شهر رجب، من هنا تكون مناسبة هذا الشهر المعرفية في محاولة الدخول الى حقيقة الاسراء والمعراج والولوج الى الحضرة الإلهية
الاسم رقم ٦٣ من أسماء النبي ﷺ في كتاب دلائل الخيرات هو “الحفي” بمعنى من يقوم بالترحيب والاحتفاء، الاسم رقم ٦٣ من أسماء الله الحسنى ” القيوم ” يعني القائم بذاته. هذا يعني ان النبي محمد ﷺ المحتفى بأحبابه يتجلى الله عليه بصفة القيوم. لذا يكون الدعاء متناسب مع المناسبة الروحانية لهذا الشهر باستخدام صيغة مثل ” يا ربي بحق القيوم وبأمداد سيدنا الحفي ﷺ، يا سيدي يا رسول الكريم افتح على من هذه الانوار، افتح علينا من بركات ورحمات هذا الشهر
من الحقائق القرآنية التربوية في السورة رقم ٦٣ وهي سورة المنافقون، هي ان نتخلى عن نفاقنا. إذا دققت وتأملت في دعاء الاولياء ودعاء سلطان الاولياء لشهر رجب سوف تلاحظ بانه يتحدث عن النفاق كله. ان حياتنا كلها على هذه الأرض نفاق. يا رب احفظنا من نفاق أنفسنا، احفظنا من شر هذا الخلق السيء، احفظني من شر نفاقي في كل ما اردت ان افعله ولم افعله. وهكذا نبدأ ان نستوعب أهمية دعاء هذا الشهر ومناسبته الخاصة مع التجليات لحقائق التربوية الروحية من سورة المنافقين
شهر رجب هو شهر الزراعة لبذرة الايمان، شهر شعبان يتم فيه السقاية، شهر رمضان هو شهر النمو
بعد ان خلق الله عز وجل النور المحمدي من نوره، جعل الله عز وجل يتجلى على هذا النور المحمدي باذكار تشكل حجب نورانية على طبقات الروح المحمدي وتتكاثف كانوار متراكبة، كل ذكر يمثل شهر قمري. في شهر رجب يتجلى الله عز وجل على النور المحمدي بذكر ” سبحان من هو خالق النور” . وبما اننا ننطلق في رحلة المعرفة الروحية من عالم الملكوت العلوي، فان شهر رجب له خصوصية فهو شهر الانوار والفتوحات النورانية على أرواح السالكين المستعدين. خلال هذا الشهر يتعرف طالب المعرفة الروحية على حقيقة النور ومن هنا يستغل الكثير من المريدين الدخول في عزلة من اجل الانتفاع لاقصى قدر ممكن من هذا الشهر الروحاني بامتياز.
سُبْحَانَ مَنْ هُوَ الْخَالِقَ النُّورْ
كل شهر قمري له سر يسري فيه ، كما ان لكل شيء في هذا الوجود الكوني سر خلقه الله تعالى لاجله ، فسر شهر رجب هو المناسبة الوجودية التي اختصه الله عز وجل بها، فهو الشهر السابع القمري ويشكل المرتكز الذاتي الجوهري الفرداني لباقي الأشهر القمرية، وهو بالنسبة للمريدين والسالكين الى طريق الحق بمثابة شهر البذر وغرس البذرة الإلهية في ارض الروح العلوية. ويتبع شهر رجب شهر شعبان القمري وهو بمثابة شهر السقاية لهذه البذرة بالماء لتنمو وبهذا يكون شهر رمضان أخيرا هو درة الكمال لظهور تجلي البذرة ونموها وسقايتها وخروج الشجرة الإنسانية
أستدعي النبي ﷺ الى الصعود في ليلة الاسراء والمعراج التي حدثت في شهر رجب
هذا يعني ان شهر رجب هو شهر ظهور الكنز المخفي، الجوهرة النورانية الإلهية المتفردة في هذا الوجود، التي تريد الظهور والتجلي في الوجود لكي يعرف الله عز وجل من خلالها. هذه حقيقة شهر رجب، حيث تم استدعاء النبي ﷺ من الله عز وجل للصعود روحا وجسدا الى الملأ الأعلى والى حضرته عز وجل من خلال رحلة الاسراء والمعراج.
كُنْت كَنْزاً مخفيا فَأَحْبَبْت أَنْ أُعْرَفَ؛ فَخَلَقْت خَلْقاً فَعَرَّفْتهمْ بِي فَعَرَفُونِي
وهذا له أهمية بالغة عند المتريضين في السلوك التربوي الروحاني فتشكل تزامن حدث كالاسراء والمعراج لحظة عظيمة للتقرب الى حضرة قاب قوسين او ادنى حيث تتجلى الحقائق الإلهية على روح قلب العبد لترحمه وتباركه وتقدسه ولاحداث فتح نوراني عظيم من حضرة الله عز وجل.
ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿٧﴾ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿٨﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾ سورة النجم الآية رقم
النور المحمدي ﷺ في حالة دائمة من المعراج والصعود الروحاني المستمر الى الحضرة الإلهية
اذن نحن في مقصدنا تحري شهر رجب فلكيا هو ان نلبس من التجليات المتنزلة على روحانية سيدنا محمد ﷺ في هذا الشهر. ان المعراج ليس مجرد حدث زمني تاريخ حدث لمرة واحدة فقط. ان الله عز وجل ليس له زمان فهو خالق الزمان ومتجاوز عنه، الزمن والوقت هو مفهوم ارضي من اجل وصف حركة القمر والشمس ودورانهما. من المهم جدا في المسعى الروحي إدراك ان الزمن مفهوم نفسي ارضي، وان الحقائق الذي نتكلم عنها هي حقائق نورانية لا زمنية من عالم الملكوت العلوي المتجاوز للزمان وان التجليات من الحضرة الإلهية في هذا المستوى تبقى على الدوام في رفع وترقي مستمر لروحانية النبي محمد ﷺ بإمداده والتجلي عليه بأنوار ممددة له لإمداد باقي الأرواح التي تقع تحته. لذلك فالمناسبة الروحية لهذا الشهر تقتضي علينا ان نعمل بما يعلمونا أولياء الله الذين أدركوا بركات وعظم العطاء في هذا الشهر. فعلينا ان نتحرى قدسية وبركات ورحمات هذا الشهر المبارك ونتعرض لنفحاته ونزيد من الطاعات والعبادات والصلاة والصيام التطوعي والتصدق والزكاة، يجب ان نحاول ان نحسن من اخلاقنا ونرفع من مستوى العمل الصالح الى اقصى مستطاع حتى تنال ارواحنا ما هو متنزل في هذا الشهر
ادخل الحضرة الإلهية من باب التواضع والافتقار
تتحرك روحانية النبي محمد ﷺ باستمرار في النور من خلال المعراج المستمر، أي ان هذا الحدث دائم طالما ان الروح باقية فهي في صعود مستمر، وهذا له أهمية لدى قلوب أولياء الله المتصلين بروحانية النبي وبقلبه الشريف ﷺ، فانهم أيضا باستمرار في تجلي دائم، وأيضا لمن تعلقت قلوبهم واتصلت بقلوب أولياء الله واولوا الامر من المريدين الصادقين ومن صحبهم في طريق المحبة وقام بأداء حقوقهم وسلوك طريق التزكية والعبادات والمراقبة والملاحظة سوف ينال من هذه النفحات والتجليات التي سوف تكسي الأرواح وتلبسها من هذه الانوار.
طالما أنك قد ابتدأت بالملاحظة وادارك أهمية هذا الشهر الفضيل، هذا لا يعني أنك أنجزت شيء فعليا يستحق العطاء الهائل. الادراك بالتقصير والعجز المستمر لبلوغ هذه المراتب العالية بمبدأ الاستحقاق والانجاز هو بداية طريق التواضع والاعتراف القلبي بالتبرأ من الحول والقوة للوصول بالكسب بل الاعتماد على الفضل والجود والعطاء الإلهي هو احدى اسرار السادة النقشبنديين في أدعيتهم وحالتهم القلبية في التذلل على ابوب العتبة الإلهية. فتراهم يقولون في أدعيتهم ” يا ربي انا عبدك العاجز الضعيف، يا ربي إني شخص خطاء، سيء الخلق، مليء بالمعاصي والآثام والشرك الخفي
انهم لا يبتذلون او يتصنعون هذه الحالة في انفسهم امام الله عز وجل، لانهم ادركوا ان الاعتماد على العمل في الطاعة والعبادة للوصول الى الله عز وجل يمكن ان ينهار في أي هفوة وخطأ او حتى اظهار ادنى غضب واعتراض، فهذا قد يدخل في الكفر ـ القلبي ـ بمعنى من أراد التجريد والتوحيد عليه ان يرى ان الله عز وجل هو الفاعل على الحقيقة لا فقط اعتقادا بل تحقيقا ومشاهدة في كل لحظات الحياة ، وهذا صعب جدا ويدخل المرء في ادنى غضب فانه سوف يخرجه من هذه الحالة الاعتقادية كافرا بها، لأنه بذلك يقر بلسان الحال أي من يغضب يعتقد ضمنا ان غضبه يستطيع ان يغير شيء او يبطل امرا قد كان مفعولا ، وهذا غير موجود لدى هؤلاء الاولياء . لذلك يرون أنفسهم في اضطرار مستمر الى التواضع والتذلل لله عز وجل. ومن هنا نرى بعض اسرار سلوكهم من خلال اعترافاتهم في أدعيتهم بالعجز والضعف والتقصير في حق الله عز وجل ” يا ربي انني لا شيء، لا شيء، وان تتركني لنفسي وعملي فسوف أفقد ايماني ان لم تتداركني يا الله، لا تتركني لكلامي وخلقي السيء، اريد ان أقدم اليك يا ربي من باب فضل وجودك، بتواضعي وافتقاري لا من باب العمل والاستحقاق “.
يَا رَبِّيْ كُلُّ عُمْرِيْ قَدْ أَمْضَيْتُهُ فِي الْمَعَاصِيْ وَالشِّرْكِ الْخَفِيْ. وَ إِنَّنِيْ أُقِرُّ بِأَنَّنِيْ لَمْ آتِ إِلَى بَابِكَ بِعَمَلٍ مَقْبُولٍ عِنْدَكَ. أَنْتَ اَللهُ الَّذِيْ لَا يَأْتِيْ أَحَدٌ إِلَى بَابِكَ بِعَمَلِهِ، بَلْ بِفَضْلِكَ وَجُوْدِكَ وَكَرَمِكَ وَإِحْسَانِكَ. أَنْتَ اَللهُ الَّذِيْ لَا تَرَدُّ عَبْدًا جَاءَ إِلَى بَابِكَ فَلَا تَرُدَّنِيْ يَا اَلله
ان باب رؤية العمل من قبل العابدين والسالكين الى الله هو مدخل خطير جدا لنفس العابد حيث تنمو افة العجب والكبر والغرور والتعالي على الاخرين بحصول حظ للنفس في العبادة ، معتقدا انه قد انجز شيئا هاما وقد أدى حق الله عز وجل وفاق الاخرين بصلاحيته وتقواه الزائف. ان اكبر عدو للسالكين طريق الحق، ان يرى الانسان نفسه انه شخص صالح وعابد وقائم بالعبادات فهذا سوف يدعوه بنهاية المطاف الى الاستكبار على الاخرين واحتقارهم وان كان في باطنه فقط فهو قلب اثم متكبر. ومن هنا يعلموننا أولياء الله انه يجب ان نعترف بواقع الامر امام انفسنا اننا لا شيء فعلا وحقا واننا كلنا فقيرون الى الله وضعفاء وبحاجة الى مساعدته في كل شيء حتى في عبادتنا له وتقربنا اليه نحن بحاجته، وهذا لا يتأتى الى المرء الا من خلال ادراك حقيقة فقره الى الله عز وجل ومن باب التواضع في كل شيء وهذا هو الباب. ” يا ربي انني لا شيء ، لقد قدمت الى جنابك بالتذلل والتواضع مفتقرا بين يديك، كم من مرة كشفت لي سوء نيتي وحقيقة عملي واريتني سوء خلقي، وزيف ادعائي بصلاحي فارحمني يا ربي ” .
لَوْ كَانَ لَكَ يَا رَبِّيْ بَابَيْنِ، أَحَدُهُمَا مُخَصَصٌّ لِلتَّائِبِيْنَ مِنْ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينْ وَالْآخَرُ لِلتَّائِبِيْنَ مِنْ عِبَادِكَ الْعَاصِينْ، جِئْتُكَ يَا اَلله نَحْوُ بَابِكَ الَّذِيْ يَحْتَاجُ أَنْ يَدْخُلَ مِنْهُ عِبَادِكَ الْعَاصِينْ وَإِنَّنِيْ أُقِرُّ وَأَعْتَرِفُ أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ اُجَدِّدَ إِسْلَامِيْ وَإِيْمَانِيْ مِنْ هَذَا الْبَابْ لِاِظْهَارِ الْعَجْزِ
جهز نفسك لله عز وجل لاستقبال الانوار الإلهية
يا ربنا امنحني البركة، واجعلني في هذا الشهر المبارك مستعدا لملاحظة تجلياتك وترقب نفحاتك.
بمجرد ان تبدأ بالاعتراف في نفسك بخصوصية وقدسية هذا الشهر الفضيل وتحاول اظهار الاحترام لحضرة الله عز وجل وتجلياته الهابطة في هذا الشهر وعطائته وهباته الكثيرة، سوف تبدأ بالتعامل مع هذا الشهر كانه احتقال في قدوم الانوار الإلهية والنفحات القدسية العلوية. لست الوحيد الذي يحتفي في هذا الشهر كل الكائنات المخلوقة لله عز وجل تدرك في نفسها حصول تجليات من انوار الهية مختلفة لهذا الشهر الفضيل. فهو احتفال المخلوقات كافة بهذا الشهر.
نعلم ان ليلة الاسراء والمعراج هي في السابع والعشرين ٢٧ من رجب، فنبدأ قبل دخولها بالتحضير لها بالاغتسال والاستحمام بالماء والتطهر الجسدي والنفسي مخاطبين الله عز وجل بلسان حالنا ” يا ربي انني عاجز على التطهر من ذنوبي بنفسي، واكثر ما اقدر عليه انما ان استحم بهذا الماء، فلربما يا رب تغسل به خطئي وذنوبي “
هذا الغسل الجسدي والنفسي يجب ان تفعله كمن يحضر نفسه للقاء ربه قبل موته مستحضرا هذا المعنى في نفسك أيضا ” متخيلا انك قد مت ، وانتقلت جنازتك وبدأت بالدخول الى عالم الاخرة ” فقبل ان يحدث هذا تريد ان تذهب الى ربك سائلا إياه ” يا ربي انني قادم الى حضرتك، اريد واحب لقائك فطهرني من هذه الذنوب والمعاضي التي تحول بيني وبين لقائك، اجعلني طاهرا نظيفا مقبولا لديك واكتب لي خاتمة حسنة في هذه الحياة ووفقني لاحداث عمل صالح ترضاه ” بهذه الطريقة تستطيع ان تعد نفسك لاستقبال تلقي انوار التجليات الإلهية واكتساء روحك بحلتها
الله عز وجل يظهر عظمة وقدر سيدنا محمد ﷺ في ليلة الاسراء والمعراج
أولياء الله يلهموننا عن شيء من مقدار محبة الله عز وجل لسيدنا محمد ﷺ، وكيف ان في هذه الليلة المباركة يفتح الله عز وجل الجنان. في مظهر من مظاهر تعظيم النبي ﷺ وتوقيره وتشريفه، في الواقع مهما حاولنا من ان نعظم حق هذا النبي ﷺ فسوف نبقى مقصرين وعاجزين، فاين تعظيمنا من تعظيم الخالق عز وجل الله له ؟ وأين حبنا من حب الله عز وجل له ﷺ ؟ فلن يدرك مقامه الا من خلقه ﷺ.
ان هذه الحقيقة المحمدية العالية ﷺ تبقينا في حياتنا على الدوام مضطرين للسعي لتعظيمه وزيادة محبته ومحاولة التحقق باخلاقه الشريفة والتأسي به ﷺ
عندما نقرا عن الاسراء والمعراج ونتأمل هذا الحدث بعمق، سوف نلاحظ التشريف والاحترام والترحيب الإلهي من الله عز وجل لنبيه سيدنا محمد ﷺ، حيث ارسل الله تعالى له البراق وهو بمثابة اكرام الضيف والترحيب به مثل سيارة الليموزين الفخمة التي تحضر لكبار الشخصيات الهامة جدا في العالم وزياراتهم. وكل هذا التعظيم الإلهي والمحبة للجناب النبوي المحمدي ﷺ انما هو تعليم لنا نحن البشر من اجل الالتفات الى هذه الاداب، حيث يرد الله عز وجل على كل من اساء الادب في حق نبيه ﷺ. أولياء الله يعلموننا عن أهمية ان نعظم ونوقر ونرفع من احترام الجناب النبوي ﷺ في كل مجلس يذكر فيها اسمه ويتم الصلاة عليه ﷺ في أي محفل واي مولد نبوي ومناسبة وذلك من خلال ان نقوم بأفضل ما يمكن وباحسن ما نمتلك سعيا للاحتفاء والترحيب مظهرين هذا الحب لسيدنا محمد ﷺ .
لقد ارسل الله عز وجل الليموزين ( البراق) التشريفية لمواكبته ونقله وارسل له جبة ولباس وماء خاص من الجنة ليغتسل به ﷺ. كل هذا تعبير عن احترام ومحبة وتقدير من الله عز وجل للجناب النبوي المحمدي ﷺ ، كأنما يقول له :” لست بحاجة لان تتحرك وتمشي ، سوف احملك بهذه الدابة الى الجنة على اجنحة الراحة والتشريف
كل الأنبياء كافة قالوا الشهادة وقبلوا الإسلام في ليلة الاسراء والمعراج
” سوف اخذك الى القدس وسوف تصبح الامام لكل هؤلاء الأنبياء والرسل” ، هذا يظهر لنا كيف ان الله عز وجل يعظم ويقدر نبيه سيدنا محمد ﷺ . ” عندما تكون في القدس لتصلي بهم وتكون اماما لهم ، سوف يقولون امامك : اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله ” هذا يعني ان كل الأنبياء والمرسلين قد ادؤا شهادتهم واسلامهم امام النبي محمد ﷺ.
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلاَّ الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
ان تقدير الله عز وجل واحترامه وتعظيمه لنبيه ﷺ يظهر متجليا في هذا المعنى :” والان سوف ارفعك الى جناتي، حيث كل جنة من هذه الجنان بالانوار الخاصة بها، وبالعطور والطيب المختلف الروائح، وكل جنة قد حفت بملائكتها وخدامها لخدمتك ولتعريفك بمرافق هذه الجنة . سوف يأتون الملائكة اليك ليرحبون بك. سوف يأتي كل ملك ليقدم لك شرحا ووصفا عن كل مرفق يقوم عليه ويخدم به في هذه الجنان. سوف يخرجون كلهم ليحيونك ويرحبون بك . فانت صاحب هذه الجنان ومالكها وكل شيء فيها ” هكذا يظهر الله عز وجل لنا محبته واحترامه لحبيبه وتقديرا له ﷺ .
ان الله عز وجل لا يتحيز بمكان ولا يسكن في الجنة . الله عز وجل متعال عن خلقه بائن منهم، ولكن هذا كله من اجل ان يظهر الله عز وجل لنا كرامة النبي ﷺ والتقدير الذي يحظى به والاحترام والحب الذي يكنه الله عز وجل له، وبالتالي يجب ان نتعلم كيف محترم النبي ﷺ ونوقره ونعظمه في نفوسنا وكذلك جميع الأنبياء والرسل ونحبهم فان هذا سوف يعطينا ذوق عالي لوجودنا وتسموا به اخلاقنا وبذلك نتعلم طريق التأدب والاداب معهم
الله عز وجل قد زين الجنات لاستقبال قدوم النبي محمد ﷺ
عندما تحب الأنبياء بصدق وتحترمهم ، هذا بدوره سوف يعلمك كيف تحب وتحترم كل من يسير على نهجهم وطريقهم ويحمل من انوراهم ويقتدي بهم.
اذا اساء الناس الادب مع هذه الحقيقة الرفعية لسيدنا محمد ﷺ ، فسوف لن يحترموا أي من الحقائق لهذا النبي ﷺ، حيث ان الله عز وجل قد زين كل هذه الجنات في السموات العلى وجعل على كل منها ملائكة، وجاء كل ملك مرحبا ومخبرا عن حقائق واسرار الجنة التي يخدمون بها، هذا التعظيم لحق النبي ﷺ حيث استدعى الله عز وجل كل ملك ليأتي ليلقي التحية ويسلم على النبي ﷺ وبمجرد دخوله ﷺ يأتي كل ملك ويشرح لك ويخبره عن الجنة وما تحويه. لماذا؟ لان النبي ﷺ هو مالك هذه الجنات وبيده مفاتيحها.
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴿٥٦﴾ سورة الأحزاب اية
فالله عز وجل يقول: مالك وصاحب هذه الجنات كلها سوف تجدون اسمه مكتوب فيها ، فاذهبوا والقوا التحية على صاحبها، وعلى مالك كل هذه الحقائق، وقوموا بتحيته وتعظيمه بما يضعه الله عز وجل في قلوب ملائكته ليقوموا بتحية النبي ﷺ وتشريفه والتسليم عليه . هذا يجب ان يعلمنا ان نجعل حياتنا كلها تعظيما للنبي ﷺ والأكثر أهمية ان يكون عندنا حب وتعظيم وتوقير من اجل إرضاء الله تعالى في نبيه ﷺ، اذا زين الله عز وجل كل الجنان من اجل قدوم نبيه بالمعراج لها ، فكيف يجب ان تكون كل محافل المولد النبوية واي نشاط ومجالس الصلاة عليه ﷺ ؟
لمجرد ذكر اسم النبي محمد ﷺ تبسط القدرة والقوة الروحية على الذاكر
ان كل محفل ومجلس واي نشاط يتم فيه مدح النبي والصلاة عليه والثناء عليه سوف يجعل من كل صلاة عليه مرة واحدة تجلب روحانيته النبوية ﷺ وتمد هذا المصلي والذاكر له عشرة مرات مضاعفة لكل صلاة عليه ﷺ. بعض الناس يتسألون ويستغربون لماذا تصلون على النبي كثيرا وتتحدثون عنه كثيرا؟
مجرد ما ان تذكر حقيقته ﷺ سوف تتوجه روحانيته اليك والى كل مجلس يتم ذكره فيها وسوف تبدأ تنهال البركات وتهطل الرحمات على كل من في المجلس والمحفل وهذا ما سوف يضخ القدرة الروحية العالية في هذه الصحبة والأنشطة والموالد النبوية “شاهدا ومبشرا ونذيرا”، لان روحانية النبي محمد ﷺ صاحب الخلق العظيم ﴿٦٨:٤﴾ فتحضر روحانيته بكل انوارها. قائلا لله عز وجل :” يا ربي ، انهم يذكرونني ، سوف اذهب لحضور مجالسهم وبالتاكيد سوف احضر واجلب كل الانوار لامدادهم من روحانيتي”
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٤٥﴾ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴿٤٦﴾ سورة الأحزاب اية
سيدنا محمد ﷺ يحضر بقدومه انوار القران الكريم
ما الانوار التي تأتي مع حضور روحانية النبي ﷺ؟ انوار القران الكريم.
انوار القران الكريم تكسي ارواحنا وتلبس المصلين على النبي ﷺ.
ما الانوار التي تتوقع ان تجلبها الحضرة المحمدية ﷺ ؟ انوار الشمس او القمر؟ بل هو ﷺ المالك لكل هذه الانوار الكونية.
ان حضور روحانية النبي ﷺ سوف تمد ارواح المصلين عليه بانوار القران الكريم وسوف تكسي انفسهم من تلك الانوار وتغسلهم وتطهرهم وتكمل اخلاقهم.
وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ ﴿٦٩﴾ سورة ياسين الاية
النبي محمد ﷺ محيي القلوب
كنتيجة لهذا الحب النبوي إذا بدا في الدخول الى قلوب المحبين، فبمجرد ما يذكر اسمه ﷺ ويبدؤون بمدحه والصلاة عليه ﷺ تبدأ الانوار تدخل وتدفق الى قلوبهم وتطهرها. محي القلوب ﷺ أي يجعل القلوب تنعم بالحياة وينعشها ويعيدها الى الحياة الاصلية، ماحي الذنوب أي انه يبدأ بمسح وتنقية كل ذنب في القلب لان وكل شعاع من انواره تخرج من نور الحق ﷺ النبوي فيدمغ الباطل ويفنيه.
يا مَاحِي الذِّنُوْبِ، سَلَّامْ عَلَيك يَا مُحْيِي الْقُلُوْبِ، سَلَّامْ عَلَيك
كلما حمدت واثنيت وصليت، كلما تم تطهيرك وتنقيتك
عندما يدخل الحق الى القلب، فانه سيقوم بتطهير كل ما فيه من باطل وزيف ويطرده منه، كلما ازدات صلاتك على النبي ﷺ فانت بذلك بزداد حمدك لله عز وجل ويزداد صقالة القلب وطهارته وتنظيفه من الاغيار.
عندما يدخل النور المحمدي الى قلب المريد فيصبح بذلك شاهدا لهذه الحقائق ومشاهدا فيشهدها بالانارة النبوية ويصبح مبشرا أي ان هذا النور المحمدي يحمل في طياته البشارة حيث يتدفق هذا النور بالعطايا والمواهب والتجليات المختلفة على قلب المحب للحضرة المحمدية ﷺ، فبتحرك روحانية قلب النبي ﷺ الى المزيد من التجليات النورانية الإلهية تتحرك أيضا معها روحانيات أولياء الله واحبائه المرتبطة قلوبهم بالنبي محمد ﷺ فاينما عرج ينالون من هذه الانوار الجديدة التي تتجلى باستمرار فتزداد العطاءات والتجليات على قلوبهم، لان من تحبهم وتكثر من ذكرهم سوف يذكرونك اكثر.
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴿١٥٢﴾ سورة البقرة الاية
النبي محمد ﷺ نذير أي انه يلهم قلبك بتحسين أي خلق سيء لديك
روحانية النبي ﷺ في معراج مستمر باتجاه النور الأهلي وبنفس الوقت في افاضة مستمرة على قلوب احباب النبي ﷺ واتباعه المتصلين بروحانيتهم بقلبه، وبما ان النبي ﷺ نذيرا فانه يقوم بالهام قلوب احبائه بشكل مستمر من سوء الخلق ويدعوهم الى تحسين الاخلاق السيئة لديهم وتقويمها. بمجرد ما يقوم الاحباب السالكين بجلسة التفكر، تبدأ روحانية النبي ﷺ بالهام قلوبهم :” لا تفعل هذا الامر ، لا تفعله ، صحح هذا الشيء في حياتك ، قوم نفسك وصحح عملك “.
﴾يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٤٥
لا احد فيهم كامل، ولن تراهم يمشون على الماء ولكن بحضور هذا النور ودخوله القلب سوف يبدأ فوريا بالهام قلوب السالكين والمحبين فيشاهدون هذا الإنذار في الروئ القلبية محذرا إياهم من الأفعال السيئة الخاطئة وضرورة التصحيح في انفسهم وتكميل اخلاقهم.
هذا يعني ان كل هذه الحقائق سوف تنجلي وتنفتح امام اعين وقلوب السالكين المحبين في شهر رجب وهذا ليس بشيء قليل او صغير
طالما انك ابتدات في هذا الشهر المبارك رجب ، حتى وان لم تعلم تماما ما الذي تريد ان تبدأ بفعله، فقد اظهر استعدادك امام الله عز وجل مستحضرا بالنية ” يا رب اريد ان اتحمم و اغتسل احتراما لشهرك الفضيل وللتجليات والرحمات النازلة في هذا الشهر المبارك وتجهيزا لنفسي لتلقي هذه الرحمات فلا تحرمني يا رب والبسني من هذه الرحمات والبركات
صوم رمضان يجعلك تلتقط انوار القران الكريم وتحظى بها
ندعوا الله عز وجل ان يمد في حياتنا لنرى انوار ورحمات شهر رجب ونلبس من حقائق النور المتجلي في شهر شعبان وليلة البراءة وكل التجليات الخاصة بها الى ان يبلغنا الله عز وجل شهر رمضان المبارك.
لماذا اعطانا الله عز وجل شهر رمضان الكريم ؟ من اجل ان يكرمنا بانوار شهر رجب، ليكرمنا بانوار شعبان والا ما مغزى شهر رمضان ؟لأننا ان لم نحصل على الانوار الخاصة بشهر رجب والتجليات الهابطة بها فهذا لن يمكننا من الدخول الى عمق التجليات الالهية، وبهذا سوف لن ننتفع من شهر شعبان والتقاط هذه الرحمات ، من اجل عدم تفويت هذه الفرصة من الرحمة الواسعة لله عز وجل فاعطنا تعويضا عنها بشهر كامل وهو شهر رمضان المبارك ، كنوع من تدارك الفرص المفوتة في شهر رجب و شعبان من اجل التقاط اكبر قدر ممكن من انوار القران في اروحنا وتحصيلها.
ان شاء الله نسأل الله عز وجل ان يمد بحياتنا لكي نرى هذه الأشهر المباركة وننال من نفحاتها وتجلياتها النازلة فيها.
وان يمدنا الله عز وجل بالحول والقوة لكي نصوم فيرضى الله عز وجل عنا، ويرضى النبي ﷺ عنا ويرضوا أولياء الله عنا ونحظى وننال نظرهم علينا
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. بحرمة محمد المصطفى وبسر سورة الفاتحة
شكر خاص لكل المترجمين للمساعدة بالترجمة والصحبة
التاريخ الفعلي للصحبة: ٨ مارس ٢٠١٩
مقالات ذات تشابه
- Rajab’s Practices and Du’as
- Rajab رَجَبْ or ( Rajab alMurajab رَجَبُ الْمُرَجَبْ)
- Creation of Nur Muhammad
- Secret of Mi’raj Manifests on Laylatul Qadr
- Realities of Face, Presence, Essence in Insan Kamil
- Qadr Nights – Light/Power Emanate from Muhammadan Heart
- Three Lights of Creation
- Secrets of Khalwah Seclusion, Punishment of the Grave
- Allah Shows Greatness of Prophet (as) with Isra wal Miraj (Night of Ascension)
من فضلك ساهم في دعمنا في نشر المعارف السماوية وعلوم الأولياء وتبرع الان
جميع الحقوق محفوظة للمركز النقشبندي الإسلامي في فانكوفر، حقوق الطبع والنقل والنشر لسنة ٢٠٢٢ محفوظة للكاتب والمركز