سر النقطة تحت حرف الباء في القران الكريم، حقيقة الامام علي عليه السلام، الذكر ينتج الطاقة الكونية
من الحقائق الكشفية لمولانا الشيخ قدس سره، بتقديم وشرح الشيخ نورجان ميراحمدي قدس الله سره
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
كل ما خلق الله عز وجل ينبثق من نور الحقيقة المحمدية، محمد رسول الله ﷺ
ان كل ما يحيط بنا هو من تجليات انوار الحقيقة المحمدية ان حقيقة النور هي ايضا حقيقة فيزيائية مكتشفة عن الذرات، بان كل شيء يمكن اختزاله وتحويله الى طاقة رغم اختلاف شكله المتجلي به. لهذا السبب يتأتى لنا ان نفهم ان عالم الملكوت، عالم النور الاعلى هو ايضا ينتمي الى انوار الحقيقة المحمدية لأنه من عالم الخلق. كل ما نجده حولنا من حائط وكرسي وواي شيء بالمنزل او في هذا الكون عامة هو في ادق مكوناته يتكون من ذرات.
من المهم ادراك اننا كمخلوقات ضعيفين جدا وغير مهيئين للاستمداد بشكل مباشر من حقيقة لا اله الا الله او بما يسمى بالفيض الاقدس المباشر من الله عز وجل ، فان هذا كفيل بان نحترق ونفنى ولا نتحمل ، لذلك فقط النبي محمد بحقيقة روحه الذي كان اول مخلوق خلقه الله عز وجل في عالم النور اولا هو من يتحمل التجلي الإلهي ، لذلك ظهرت الحقيقة المحمدية بخلق الله لها لتكون واسطة لإمداد الفيض الإلهي الاقدس الى باقي المخلوقات وتمدهم بكل ما يحتاجونه من تجليات نورانية وفيوضات رزقية فالله معطي والنبي ﷺ قاسم، وهكذا تفهم الشهادة الثانية لا اله الا الله محمد رسول الله ﷺ. أي ان الخلق لن ولا ومستحيل ان يستمدوا بشكل مباشر متجاوزين الحقيقة المحمدية الانسان الكامل ﷺ ، فنحن مخلوقات ولن نفهم الا ما أراد الله افهمنا إياه ، اما حقيقة روح النبي محمد ﷺ فهي متهيئة لهذه الرتبة الوجودية بخلق الله عز وجل له . لهذا من أراد ان يعرف الله عز وجل عليه ان ينظر في مرآة روح النبي محمد ﷺ ليرى انعكاس التجلي الذاتي الإلهي، انعكاس وليس الذات فلا ترى ولا تدرك بالأبصار بل تدرك كل الابصار سبحانه. الله عز وجل قد خلق الخلق والخلق كلهم متواجدين في بحر الكلام الإلهي العلمي للمخلوقات، حيث ان الله عز وجل ليس هو البحر، بل كلماته التي ستخلق منها تشكل في مجموعها بحر الخلق. لان الله عز وجل ليس مخلوق بل خالق وليس كمثله شيء فلا نقدر ان نفهمه، الا بواسطة وهي الحقيقة المحمدية فيحدث التجلي اولا على قلب النبي ﷺ ثم الى باقي الخلق حسب مراتبهم الوجودية وقدرات استيعابهم في التلقي وما قسم لهم من رزق. فنحن بشكل ابسط مثل الكمبيوترات في اجسادنا، اما ارواحنا فليست هي الكمبيوتر بل هي البرنامج الذي يحرك الكمبيوتر وهنالك مبرمج يقوم بتدبير هذه الروح، فلا نستطيع ان نتحكم بكل شيء ونطفي ونشغل مثلما نريد الا ما سمح المبرمج به
كل شيء في هذا العالم والكون يستمد قدرته وقوته من الحقيقة الروحانية لسيدنا محمد رسول الله ﷺ كل ذرة في هذا الوجود سيصل امداد رسول الله من الله عز وجل. لتفهم عالم الملكوت فان من المنطق ان تفكر اولا في الية عمل الضوء المتعالي عن الزمان والمكان والطاقة المتحولة من شكل لأخر. كل ضوء ونور هو في جوهره مصدر لكل الأشكال المختلفة. هذا يعني أن الواقع الذري هو المصدر المسبب لكيفية ظهور هذا الشكل على ما هو عليه في تركيبه الجزيئي. حتى أن عالم ملكوت كله تحت امداد وتأثير وتحكم الحقيقية المحمدية لسيدنا محمد رسول الله المستمد مباشرة من الفيض الاقدس من الله عز وجل لامداد عالم الملكوت للعوالم الأخرى وباقي الاكوان. كل ذرة في كل جدار في منزلك، على الأريكة، بل كل شيء في هذا الكون هو حي، أينما توجد الذرات هنالك حياة به طالما انه هنالك ذرات بداخله؛ كل ذرة هي بمثابة “آدم” الناقل لحقيقة سيدنا محمد خليفة الله ورسول الله. وحقيقة روحه المحمدية ﷺ هي المصدر الممد لهذه الذرات في كل الاكوان والذي يستمد هو بروحه بشكل مباشر من الله عز وجل ليمد الاخرين
اعلى ذكر لله عز وجل هو الصلوات الشريفة على النبي ﷺ
ان ذكر الله له فوائد هائلة وعظيمة جدا على الانسان تصور انه عندما تذهب لإداء الصلاة فأن هذا يأتي بالنفع والفائدة عليك بالدرجة الأولى، والله اعلم ماذا يفتح عليك من حقائق كشفية لقيامك بهذه الصلاة
ولكن بمجرد ما نبدأ في ذكر الله (تذكر الله) عز وجل والقيام بأداء الصلوات المشرفة على سيدنا محمد ﷺ، وهذا النوع من الذكر هو اعلى وأعظم ذكر يمكن للمرء ان يقوم به لذكر الله عز وجل وأيضا رسوله ﷺ.
حقيقة اعلى ذكر يمكن أدائه هو الصلاة على النبي ﷺ: فيها ذكر الله (اللهم) وفيها ذكر اسم الرسول المشتق من الحمد محمد ﷺ.
هُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وسَلِّمْ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وسَلِّمْ
ان هذا الذكر يحتوي على ذكر اسم الله عز وجل وفيه اظهارا لمعنى فهمنا لمطلب الله عز وجل ان نعرفه من خلال أعظم مخلوق وأحب مخلوق لديه وبحضرته وهو أكمل مرآة يمكنها ان تعكس للمخلوقات حقيقة الحضرة الإلهية.
يقول سيدنا محمد ﷺ: كُنْت كَنْزاً مخفيا فَأَحْبَبْت أَنْ أُعْرَفَ؛ فَخَلَقْت خَلْقاً فَعَرَّفْتهمْ بِي فَعَرَفُونِي
كُنْت كَنْزاً مخفيا فَأَحْبَبْت أَنْ أُعْرَفَ؛ فَخَلَقْت خَلْقاً فَعَرَّفْتهمْ بِي فَعَرَفُونِي
ان كل جزئ تركيبي للمادة في هذا الكون يتفعل من خلال الذكر
عندما تقوم بالذكر فان كل الذرات المحيطة بك في الغرفة واي اشكال لها بناء جزيئي ذري سوف يتم تفعيلها من خلال الذكر. لأنه كل ذرة لها نور ممد لها بالقدرة والطاقة لكي تتذبذب وتهتز، مصدر الطاقة هو النور المحمدي ﷺ الممد لها ولجميع الاكوان والعوالم المخلوقة من حضرة الله عز وجل.
جميع الملائكة لها وظيفة بان تحمل الحقائق والاوامر الإلهية وتنفذها في عالم الملكوت، وهذه الملائكة أيضا لها ذرات ونواة تستمد طاقتها وقدرتها من واثناء جلسة الذكر يتم تفعيل هذه الذرات الملائكية الملكوتية وتستنزل لحضور هذه المجالس.
ان بحر القدرة هو بحر فائق على عالم المادة الحسي، تدرك وجوده الأرواح ويزود عالم الذرة بالطاقة، حيث ان اجسامنا تتواجد على الأرض الحسية المادية ولكن وجودنا هو امتداد وانعكاس واسقاط للحقائق العلوية لأروحنا التي ان وصلنا اليها نستطيع تحريك هذه الأجساد من ذلك البعد الأقوى والذي يتحفز بالذكر. عندما تقوم بأداء الذكر فان اهتزازات الصوت سوف تحرك هذه الذرات وسوف تتسارع الذرات وتبدأ بالاهتزازات والتردد ويبدأ هذا الوجود بالتفعيل.
ذكر الله عز وجل هو مفتاح يكشف عن حقائق مغلقة، تفتح بواسطة هذه العبادة التي لا تشبهها في خاصيتها أي عبادة أخرى من الصلاة والزكاة والحج وأداء الشهادة، لان الذكر هو العبادة الخاصة بتذكر الله عز وجل والعالم العلوي الذي أنزلنا منه ولن تتفعّل هذه الحقائق وتشاهد ويمكن ان تستذكر الا من خلال ذكر الله عز وجل. عندما تبدأ في ذكر الله، فأن هذا عمل خالص لوجه الله عز وجل من شوائب النفس والحظوظ الدنيوية وهذا يجعل قوة الذكر تحفز وتنشط كل ذرات الوجود المحيطة وتسري طاقة ووارد الذكر من خلالها
الكرة الأرضية تدور حول نفسها بسرعة وبشكل مغزلي لتبقي كل شيء عليها
عندما تبدأ بمشاهدة هذه الطاقة تتحرك وانوراها تتحرك في الغرفة اثناء جلسة الذكر، سوف تدرك عن ماذا نتحدث. لدرجة ان بعض الطاقة الشديدة التي تحضر بجلسة الذكر قوية جدا لدرجة تحريك اللوحة على الحائط كما أشار الشيخ قدس سره، ان هذه الحركة ناتجة عن تنشيط ذرات الجزيئات التي تشكل المحيط حولك وهذا التنشيط من خلال الذكر سيجعل الذرات تدور حول محورها بشكل مغزلي وتطلق انوار ليعيد تشكيل الوجود بطريقة ثانية. الأرض أيضا تعمل بنفس الطريقة لان الأرض تسبح بطريقة خاصة وتذكر بدورانها حول نفسها بسرعة ثابتة تبلغ ١٦٧٠ كم في الساعة واذا لم تدور الأرض حول نفسها بهذه الطريقة سوف تطفوا الاجسام وتسبح في الفضاء مبتعدة عن هذه الأرض، اذن هذا الذكر والدوران الخاص بها هو من اجل البقاء مريحة وقابلة للعيش على سطحها.
بهذا التصور يمكنك ان تفهم ما أهمية وما هي الية عمل الذكر وحقيقته ، وما اثره بتفعيل وتنشيط ذرات الوجود المحيط للذاكر وتغيره من خلال الاذكار والصلوات وهذا يعمل على تزويد هذه الذرات بالطاقات والقدرات اللازمة لأداء وظيفتها الحقيقة. هذه هي الطاقة والقدرة الحقيقية للذكر وحضور مجالس الصلاة على النبي محمد ﷺ والمدائح والنشيد.
أسرع الى حلقات الجنة ونشط حقيقة الحمد في منزلك
لان اسمه صلى الله عليه وسلم محمد، وهو مشتق لغويا من الجذر الثلاثي للفعل حمد، فذكر اسم النبي هو سر أعطاه إياه له كإعلام عن حقيقته وانه حامل لواء الحمد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فالحمد هو الثناء على الله وذكر اسم النبي محمد والصلاة والتسليم عليه هو الذكر المفعل لطاقة وانوار الحمد في كل ذرات الوجود. هل تعتقد ان الشيطان يستطيع ان يبقى في مكان يذكر به هذا النوع من الطاقة الحمدية المحمدية؟ هل تعتقد ان القيام بالصلاة والتسليم على محمد وتفعيل هذه الطاقة سوف يبقي معها أي مرض واي صعوبات؟
طالما أنك ابتدأت في تفعيل طاقة الحمد في حياتك ومنزلك وبيئتك المحيطة بك وبعائلتك، أينما تكن سوف ترافقك قوة هذه الطاقة الاتية من اعلى مرتبة وجودية وهي طاقة الحمد والثناء على الله ، فهذا اعلى أنواع الدعاء والذكر المفعل لكل ذرة من ذرات الوجود وكل جزيء وشكل مرئي او حتى غير مرئي كالجن مثلا ، فعند القيام بهذا الذكر سوف تتجمع الجن وهي كائنات طاقية غير مرئية ومنها المؤمن الذي يحب ان يستمع هذه الاذكار ويرى هذه الانوار ، ومنها الجن الكافر فيهرب ويفر ويذوب من قوة هذه الاذكار الحمدية المحمدية الطاردة له ولكل شيطان والراجمة لهم. فذكر الله دائما أكبر: لان أعظم ذكر في الوجود هو ان تذكر الله.
علينا ان ندعو لله عز وجل بان يرزقنا فهم أعمق وأكثر لحقيقة الذكر، وحضور مجالس الذكر، وأنواع الطاقات والبركات التي تتنزل على هذه المجالس المباركة وماذا ستفعل هذه الاذكار في وجودنا.
ان هذه الحياة الدنيا مليئة بالمنغصات والمتاعب فهذا شأن خلقتها ولن يتغير، ولقد اعطانا الله عز وجل الذكر وهو المثبت لقلب المؤمن، فالذكر سلاح روحي عظيم ضد متاعب الحياة. كل ما علينا فعله ان نفر الى حلقات الذكر لنجلب نعيم الجنة الى بيوتنا ونفعّل هذه الحقيقة
الثناء على الله والصلوات المشرفة على النبي هي بمثابة ميداليات واوسمة شرف تجمل أرواح الذاكرين
أولياء الله يعلموننا كيف نقوم بغرس بذور الانوار في ارواحنا بأداء الاذكار في حيواتنا. علينا ان ندرك ان لكل شيء موسم زراعة وموسم حصاد. عندما يأتي موسم الحصاد، فشيء طبيعي انه إذا زرعت بذور الحب، فان كل ثناء على الله وصلاة على نبيه الكريم هو بمثابة بذور تزرع وتغرس في الروح، وتلك البذور فأن مصيرها الحتمي انها سوف تزهر وتثمر وتأتي اكلها كل حين وتكون محملة بالثمار والحقائق التي لا يمكن ان يتصور لها حد ونوع. وكلما زاد ذكرك وثنائك وحمدك لله عز وجل فانت بذلك تجعل روحك كمنصة شرف المرصعة بميداليات الاذكار وجواهر الانوار في الحضرة الإلهية.
ان الله عز وجل جميل ويحب التجمل والتزين لحضرته واثناء حضور صلاته مثلا صلاة الجمعة يؤمر الانسان المسلم ان يتزين ويتطيب ويختار أجمل ما لديه في حضرة الله وبيته.
يقول الله تعالى في الآية ٣١ من سورة الأعراف:
﴾يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴿٣١
المعنى الظاهري والدنيوي للزينة هو ان تذهب وتشتري لك لباس منمق وباهظ وتصلي الجمعة به. ولكن هذا لا يعني شيء لله عز وجل، المظاهر الدنيوية ليست هي المطلوب تحصيلها والحرص عليها بالدرجة الأولى لان الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، الدنيا بسمائها وارضها ليس لها وزن عند الله عز وجل، اذن الله عز وجل يبخس من قيمة الدنيا بانها ليس لها وزن أصلا، المعنى مقيد بشرط وغاية من وجودها، أي انه إذا لم تكن الدنيا مستخدمة ومسخرة من الانسان للوصول من خلالها الى حضرة الله عز وجل ومعرفته وذكره، عدا ذلك فان جناح بعوضة يمكن ان يكون عند الله له قيمة اعلا من كل هذه المظاهر الدنيوية الفارغة
اذن الامر ليس مقصود به هذا المعنى المادي، فما الذي يدعونا الله عز وجل اليه، وما المعنى بأن نتزين؟
المراد المقصود هو الاهتمام بما هو أبدي وهو الروح. بان تضع كل ما لديك من اوسمة شرف وميداليات حصلتها في طريق الله بذكرك وثنائك عليه وتجمل وتزين روحك بها. وبهذا يتزين عرش القلب الساجد لله الذي يحمل اسم الله بالجمال والزينة المطلوبين، وهو سيدنا محمد زينة العرش الإلهي
عرش کی زیب و زینت پہ عرشی درود
فرش کی طِیب و نزہت پہ لاکھوں سلام
Arsh ki zebo zeenat pe, Arshi Durood
Farsh ki teebo nuzhat pe, Laakho salaam
احتفاء السماوات على من هو الجوهرة المزخرفة فيها. ملايين التحيات على من هو طهارة الأرض وعطرها الطيب.
لقد أصبحت الأرض جميلة وقابلة للسكن فيها منذ قبل بالمشي عليها.
ان بعض الوهابيين يعترضون بالقول ” لا، لا، ان هذه بدعة وهذا شرك” …. دعكم من هذه التخاريف الذين يستخدمونها هؤلاء، بل قل ان محمدا صلى الله عليه وسلم هو زينة العرش الإلهي، واسمه ﷺ هو الذي يجعل هذا العرش جميلا. فما بالكم بالصلوات والتسليم عليه وما مفعولها وأثرها وزينتها على الروح؟
النشيد والمدائح النبوية هي البذور التي تزرع في ارواحنا لتثمر الحقائق العلوية
أفضل ثوب ممكن للروح ان تلبسه وتكتسي به هي العوائد القادمة من الصلوات والمدائح والثناء والاذكار، وبشكل واضح أكثر انها العبادة الوحيدة القادرة على تنقية الروح وتحليتها، وليست صلاتك وركوعك، هذه الصلاة لوحدها لن توصلك الى حقائق الروح الغيبية. ويجب عليك إضافة لصلاتك ان تصلي ان لا يكون الشيطان يعبث معك ويوسوس لك اثناء تلك الصلاة وتكون مقبولة لدى الله عز وجل ولا يفسدها الشيطان. اذن لا يمكن المقارنة. ان أداء الصلوات على النبي ﷺ والنشيد والمديح له وقع خاص بجلب الانوار والباس الروح بحلة الجمال والتألق والزينة، وهذا ليس من الروح ذاتها. هذه الزينة المدهشة والانوار الباطنية المتحققة والجالبة كل الوجدانيات والطمأنينة والهدوء الداخلي، هذا لن تحققه بإنجازاتك بل الله عز وجل يمن عليك به
وبعد ذلك، بما أن لديك ثباتًا في طريقك الروحي والاوراد والوظائف والصلوات وتواصل، وتستمر، تتحول هذه الانوار إلى شجرة في الوجود الإلهي. إنها تتجذر، لأنك تستمر في فعل ذلك من سقيها بماء الذكر وشمس الحب النبوي والالهي، وتستمر في فعل ذلك، وتبدأ هذه الأشجار في الاثمار. يأتي يوم تزدهر فيه كل هذه الحقائق (السماوية) داخل روحك. إنها تزدهر كثيرًا لأن الصلوات على النبي ﷺ كثيرة العوائد والفوائد على الذاكر، وفي كثير من الأحيان، لدرجة أن ثمار شجرة النور الإلهي الخاصة بك تتطاير من فمك، بكل حقيقتها.
وكل ما يعلمونه أولياء الله ستجده في هذه الاوراد بالصلوات المشرفة على النبي ﷺ. إذا قرأت الكلمات من قبل، واو، هذا ما كانوا يقولون، يا إلهي، انظر، هذا ما يقولونه. نعم، بسبب افناء أعمارهم بإرسال هذه البذور والاذكار، فإنها ستنمو وسيحصدون ما قد زرعوا في الأيام والسنوات السابقة. وعندما يكبرون، سوف يصنعون ثمارًا مذهلة. وعندما يصنعون هذه الثمار، فإنك ستنجو بهم، وتعيش عائلتك على هذه الثمار والبركات، وسيتغذى مجتمع بأكمله إلى الأبد. وتصبح هذه فتحات الأولياء (فتحات قلوب القديسين). الشيء الوحيد الذي لا يمكنك تركه وراءك، يجب ان يكون ذا مغزى هام، فان هو البحث عن هذه الحقائق الروحية وكيفية الوصول اليها وتنميتها وهذه المعارف. وإذا ازدهرت هذه المعارف، فإنها تصبح لباسًا أبديًا لك ومصدرًا للتوجيه لكل من يأتي عبر تلك الفاكهة الروحية ..
محمد رسول الله ﷺ نقطة التعين الوجودي الأول
لا إله الا الله، الحقيقة المطلقة، التي يريد الله عز وجل بأحديته المطلقة ان يخرج الخلق من العدم الى الوجود ويخلقهم، حيث يبدأ بكلمته التكوينية وبفيضه الاقدس الحامل للنور والطاقة المرسلة الى حضرة النبي محمد ﷺ متجليا عليه في مقام قاب قوسين او أدنى، كما ورد في سورة النجم اية رقم ٩، قال تعال:
﴾فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩
ما الذي يحصل عندما تنزل الكلمة الإلهية التكوينية بالفيض الاقدس الحامل لطاقة الخلق على الحضرة النبوية لسيدنا محمد ﷺ وتتجلى عليها؟ تظهر نبضة كروية فيضية من النور الأعلى الاقدس يتنزل على الحقيقة المحمدية، فيضاف الى وجود الحقيقة المحمدية وجود اخر إضافي فيها مثل قطرة في بحر. إرادة الله العليا تأتي من حقيقة حضرة لا إله الا الله وهي من جناب العزة الممتنع على الخلق ان يدركوا كنه الذات الإلهية الاحدية المتعالية، عندما تتنزل إرادة الله في لا زمان ولا مكان على الحقيقة المحمدية النور الأول المخلوق ﷺ تبدأ نقطة في التولد، مجرد نقطة صغيرة لان الحقيقة المحمدية هي واسطة الفيض المتلقية من الجناب الأعلى الاقدس لا إله الا الله محمد رسول الله ﷺ.
وكما يخبروننا أولياء الله من مكاشفتهم وصلواتهم ومدائحهم عن هذه الحقائق بان حقيقية رسول الله ﷺ الوجودية الكونية هو بحر تجمع هذه النقاط المنزلة من الفيض الاقدس التي منها تخلق الاكوان والمخلوقات كافة.
صَلاَةٌ، بِالسَّلاَمِ الـمُبِينِ
لِنُقطَةِ الـتَّعيِـيْنِ، يَاغَرَامِىْ
كل الاكوان الموجودة بدأ خلقها من النقطة
النقاط هي تجمعات انوار وطاقات لخلق جميع الاكوان، في كل كون مخلوق انبثق من نقطة تعين ذات طاقة هائلة.
عندما أراد سيدنا جبريل عليه السلام ان يرى هذه النقاط التي يخلق منها الاكوان: سأل الله عز وجل ” يا ربي، اريد اشاهد النقاط التي يخلق منها الخلق، اريد ان أرى الاكوان كلها وكم عددها؟” فأرسله الله عز وجل ليحلق فوق هذا البحر من النقاط التي تحمل الطاقة الهائلة لخلق من كل نقطة كون كامل، ان الملك جبريل عليه السلام لديه ١٦٠٠ اجنحه ضخمة وقوية وذات قدرة تحليق هائلة.
ان هذه النقاط تتدفق مثل حبات اللؤلؤ وعناقيدها المتدحرجة. يقول الملك جبريل عليه السلام في هذه الرحلة الاستكشافية محاولا ان يراها كلها: “كلما طرت الى الامام والى الخلف الى اليمين والى اليسار، فإنني قد استنفذت طاقتي على الطيران فوق بحر النقاط النوراني المجتمع في محيط الحقيقة المحمدية، ليس له بداية تدرك ولا نهاية تعرف “. كل هذا إشارة الى ان عظم الحقيقة المحمدية ناتجة من التجلي الذاتي الاقدس على هذه الروح العظيمة التي تمد كل الخلق كواسطة للفيض الالهي، فالملائكة عادة لا يتعبون ولا يفترون، ولكن طاقته استنفذت واستهلكت، فكلما طار وابتعد كلما ازداد الأفق وازداد التعب، ويبقى يزداد هذا الأفق طالما ان هنالك تجلي مددي خلقي إلهي وهذا في استمرار، لان الله عز وجل الخالق ليس له حد يدرك ولا يحاط به. كلما اخذت من علم الله او من عطاء الله فذلك كما لو أنك لم تأخذ شيء أصلا، لان كل شيء في ازدياد وانت لا شيء بالنسبة لهذه العظمة المتعالية، لا تنفذ كلمات الله الخالقة للوجود ولا تستنفذ الله بطلباتك ولا وجودك، لأنك أصلا غير موجود وجود أصلي بذاتك متحيز بجهة لان الله عز وجل لا تحده الجهات ولا يتحيز في مكان، او يقتصر على الزمان. وهذه الحقيقة له شروحات أخرى ان شاء الله
الطاووس الأخضر والدر اللؤلؤي المنثور للأكوان والعوالم
ما زلنا في رحلة جبريل عليه السلام الطيرانية محاولا استكشاف البحر النقطي للحقائق التي بها تخلق الاكوان وتجمعها في بحر الحقيقة المحمدية، وما زال جبريل عليه السلام يطير فوق ذلك المحيط الهائل، حتى اذن الله عز وجل له برؤية ” لقد رأيت طاووس اخضر جميل يجلس بفخامة وعظمة على قاعدته، ويأمره الله عز وجل فيخفض رأسه متواضعا ليأخذ حبة من هذا اللؤلؤ المتناثر بمنقاره ويكسرها، فيتولد من هذه اللؤلؤة المكسورة طاقة هائلة يخرج منها كون كامل جديد للوجود”. يقول الملاك ” لقد رأيت هذا المشاهد يتكرر الى ما لا نهاية وفي جميع الاتجاهات “.
من الحقيقة لا إله الا الله، تنطلق الإرادة الإلهية من جناب العزة متحركة برغبة متوجهة الى القلب الروحي النوري المقدس لسيدنا محمد ﷺ ليخلق من نوره الخلق، لان إرادة الله عز وجل تتوجه اولا الى قلب الحق قلب سيدنا ياسين ﷺ وهو قلب القران. يقول الله عز وجل في سورة ياسين الآية ٨٢
﴾إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴿٨٢
ان البرزخ اللامكاني واللازماني ما بين لا إله الا الله ما بين قاب قوسين او أدنى من الحقيقة محمد رسول الله ﷺ، يحدث فيها صوت هائل كالانفجار الناتج عن نزول الامر الإلهي على قلب النبي في هذه النقطة، وهذا يعني انه الاذن بحدوث خلق جديد الى الوجود. هذه الطاقة الخلاقة المكونة للخلق وكافة الاكوان المخلوقة تظهر وتكون كنقطة في بحر الحقيقة المحمدية المتكون من اتحاد نقاط كثيرة.
سورة النجم تتحدث عن هذه المرتبة الاية رقم ٩
﴾فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩
ان النقطة المتواجدة تحت حرف البـــاء تشكل مفتاح بوابة كل الحقائق الوجودية المخلوقة
لفهم حقيقة وشرف هذه النقطة، سوف يساعدنا علم الحروف اللدني واسراه لتتبع مسار هذه النقاط وبذلك نستطيع ان نعرف ما هي الكلمة الوجودية التي يخلق الله بها العوالم. لان لهذه النقطة شرف عظيم وهائل المعنى. النقطة التي تقع تحت صحن حرف البــــاء تشكل مفتاح الحقائق الوجودية كافة.
حرف الباء يحتوي على البوابة لكل المعارف السماوية، وبوابة حرف الباء هي البسملة ” بـــسم الله الرحمن الرحيم „، والبسملة تشكل بوابة سورة الفاتحة المكونة من السبع المثاني وسبع الآيات، سورة الفاتحة مثل ضوء الليزر المضغوط والمكثف جدا الذي يحمل في طياته شيفرة لفهم مضمون ومعنى واسرار ال٣٠ جزء من القران الكريم. اولوا الالباب هم اولو الباب أيضا، أي من يحرسون أبواب، باب مدينة العلم الإلهي، حيث النبي ﷺ هو مدينة العلم، والامام علي ابن ابي طالب عليه السلام بابه، وهو المسؤول عن اولوا الأبواب والحرس.
تتجلى هذه الحقيقة في الحديث الشريف: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا مَدِيْنَةُ الْعِلْمٍ وعَلِيٌّ بَابُهَا
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا مَدِيْنَةُ الْعِلْمٍ وعَلِيٌّ بَابُهَا
صاحب الباب والحارس لبوابة لمدينة العلم يحمي الباب بحرفين وجوديين ولهم حقيقة هامة وهي حقيقة الحرف لا: لام ألف. الحرف „لا” يوجد في الحقيقة لا إله الا الله محمد رسول الله ﷺ. حرف “لا” هو تماثل شكلي لسيف الامام علي عليه السلام ذو الفقار الذي يحمي به باب مدينة العلم، كذلك الامام علي عليه السلام قال: ” انا النقطة التي تحت الباء
النقطة تعطي الحروف الشرف والرفعة الوجودية عند دخولها
هذه البـــاء والنقطة ومشاهدتنا لعلم الحروف وكيفية حركة النقطة يستطيع ان يضفي الشرف الوجودي على هذه الحروف. عندما تكون النقطة تحت صحن حرف بــــــــاء، تكون هذه النقطة بمثابة فتحة الباب وحقائق ” بسم الله الرحمن الرحيم”. عندما تتحرك النقطة الى بطن حرف الحــاء (ح) سوف تضفي عليه شرفا فيصبح الحرف جيم (ج)، هلا تلاحظ، اليس كذلك؟
عندما تحول حرف الحاء الوجودي (ح) الى حرف الجيم (ج) وهذه الجيم تحمل الحضرة الجبرائيلية وحقيقة الملك سيدنا جبرائيل عليه السلام. علينا ان نتذكر ان كل هذه الأسماء ليست عبثية وصدفة، بل اختارها الله بعلمه القديم لتجلي هذه الحقائق، فنحن نكشف عن الحقائق كما كشف عنا أولياء الله معلمين الناس ولا نخترع هذه الحقائق.
ان الحرف الإلهي حيث يشكل الكلمة التي يخلق بها الله، يحمل في طياته الوجودية روح يحملها ملك يمد بقدرة وقوة لأداء وظيفة خلق كونية معينة، وعلم الحروف يحتوي على اسرار الأسماء وقابليتها التكوينية. علينا ان نحذر ان نستخدم هذا العلم فيما ليس له مثل حساب أحرف اسمك والدخول في هذا النوع من العلوم، ليس المقصود من علم الحروف القرآني هذه الحقائق لان أصلا هذه الحروف لا تتكلم عنا نحن، هذه الحروف الوجودية التكوينية تتكلم عن الحقائق السماوات التي خلقها الله عز وجل والحقيقة المحمدية أكبر حقيقة كونية والقران الكريم
عندما تتحرك النقطة الى من حرف الحاء الى بطنها مكونة حرف الجيم (ج)، حرف الجيم يمد بقدرة من حضرة سيدنا جبرائيل عليه السلام فلهذا الحرف القدرة بالتوجه الروحانية الجبريلية لاستقبال الرسالة من الله عز وجل الى سيدنا محمد ﷺ ومن حضرة سيدنا محمد ﷺ الى باقي الخلق كافة. اذن سيدنا محمد ﷺ يعطي الاذن ويسمح لقوة النقطة وحقيقتها بالتشكل لحرف جيم وامداد سيدنا جبرائيل لحمل الوحي رسالة الله عز وجل خلال الخلق ويسلمها لأنبياء الله عز وجل. دون النقطة في بطن حرف الجيم (ج) لم يكن ليقدر لحمل هذه القوة والعزة والعظمة.
كرامة النقطة بتشريفها للحروف الخــاء (خ)، الذال (ذ)، الزاي (ز)، الغين (غ)
إذا تم إضافة النقطة الى ما فوق الحرف حاء (ح) ستصبح حرف الخــاء (خ)، حرف الخاء الوجودي وله رتبته في الخلق لتكوين قوة الخليفة وامدادها، لان الخليفة يحمل التشريف الإلهي والكرامة والعزة والعظمة التي يتجلى بها الله عليه وتظهر للخلق.
وتحرك النقطة الى ما فوق حرف الصاد (ص) لدى الصديقين يشكل حرف الضاد (ض) لتعطي النقطة قوة الضياء لهذا الحرف (ض) وهي من النار الإلهية المقدسة، التي تمد أيضا الشمس بالضــــــياء، اذن الضاد للضياء الشمس والنور هو للقمر.
قال تعالى في سورة يونس الآية رقم
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّـهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥﴾
قلوب الصديقين تضاء بضاد الضياء الشمسي لينعكس على وجوههم نور القمر كانعكاس للضياء. الشمس مصدر الضياء، القمر انعكاس لهذا الضياء ويعطي نور.
عندما تتحرك النقطة الوجودية الى حرف الطاء (طـ) فما فوقها فيصبح الحرف الظاء (ظـ) فتعطي قوة العظمة من تجليات هذا الحرف (عظــيم). سيدنا طه ﷺ عندما يدخل الله عز وجل النقطة على حرف الطاء يكسبه العظمة .
اما حرف العين (ع) وتمثل العلم القديم وعين القلب (الروح) من خلالها تحدث الرؤية لعوالم الغيب ويتم تحصيل علوم المشاهدات إذا منح الله عز وجل النقطة لتسري فوق هذا الحرف سيتشكل حرف وجودي اخر هو الغين (غ) وهو رمز الغيب المعرفة الغير مرئية
حركة الصوت تنتج طاقة، الطاقة الناتجة من حركة الصوت تتحول الى نور وضوء يتجلى الى عالم الشكل
من تجليات العظمة والعزة الإلهية تأتي القدرة، مثل حقيقة ليلة القدر (ليلة القدرة). في الواقع في كل لحظة هنالك قدرة، لان كل لحظة هي تحقيق لقوله (انا انزلناه) فالقران كلام الله القران متجلي والمتحقق في كل لحظة وغير مخلوق بنفس اللحظة. الآية الكريمة من سورة القدر ١:
﴾إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴿١
في كل لحظة الله عز وجل يوحي لحبيبه هــو (سيدنا محمد) بالقدرات الممدة للأكوان كافة، أي ان ابتداء مدد القدرة هو صوت كلام الله عز وجل لحبيبه دائما، وهذا يقال له إشارات. وهنالك تجليات وهنالك انوار وطاقة. الطاقة تبدأ من الصوت الناتج من الامر الإلهي القادم من الله عز وجل. طالما ان الصوت يتحرك فان تجلي كلمة (قل) الحاملة للأمر الإلهي والمقتربة من الحقيقة المحمدية وتتنزل عليه عند ذلك يريد الله عز وجل لهذا الامر ان ينجلي فيتحول الى طاقة. تبدأ هذه الطاقة بالتحول الى انوار مختلفة الألوان وجميلة، من اجل ان تتحول وتتجلى لاحقا الى اشكال وهياكل المخلوقات المختلفة.
المرشدين المحمديون من أولياء الله هم اهل الحب
هذه النقاط تبقى تتدفق وتفيض باستمرار تحقيقيا لقوله تعالى (انا انزلناه) أي ان الله عز وجل باستمرار يوحي كاشفا لهذه القدرة والقوة الممدة لحقيقة لسيدنا هو ﷺ ـ حيث ان سيدنا محمد هو أي هويتها هي انعكاس ضرب من التجلي لـ هو الله عز وجل بمعنى ان النبي يستفيض من الله هو مباشرة بدون أي واسطة وبما ان الله كل يوم هو في شأن وفي تجل دائم ومستمر فاصبح يعرف بضمير الغيب هو ، وبما ان الله في تجلي مستمر على الحضرة المحمدية فلا يمكن تحديد هوية النبي ومقامه الحالي لأنه في تلقي مستمر فاصبح يستمد هو ﷺ من هو سبحانه لا اله الا هو ، مثل انعكاس المرآة والصورة في المرآة لا الصورة الموجودة فعليا في المرآة هي الأصل ولا هي غير ذلك.
الكلمة قل تشير الى واحد متكلم وواحد متكلم اليه، واحد قائل وواحد ومستمع، دون ان يختلطا او يحلان في بعض.
وهذا هو المعنى المشار اليه في سورة الإخلاص الآية رقم ١ من قوله تعالى:
﴾قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١
هذه الحقيقة النبوية ﷺ المستمدة من حضرة هو ﷺ تمد أولياء هو المحمديون الورثة المحمديون، الذين ورثوا من حضرته الشريفة علم الحقيقة والهداية والإرشاد.
حرف الهاء (هـ) في هو إشارة الى الهداية الإلهية التي تعطي قوة الهداية لهؤلاء الاولياء والإرشاد للطلبة المريدين وهداية للامة المحمدية. والحرف الاخر هو حرف الواو (و) الذي يحمل طاقة الود والودود (وهم اهل المحبة والعشق النبوي ﷺ). إذا ادعى أحدهم انه يستطيع ان يهدي الناس ويدلهم على الحقائق العالية وهو لا يمتلك أي ود ومحبة فهذا كذاب أشر وهو شيطان غاوي. وفي اخر الزمان يأتي سيدنا المهدي عليه السلام ليمحي ضلالهم وغوايتهم عن البشر ودجلهم. الهداية والإرشاد تتأتى من انوار الحب والوداد. اهل المحبة لله عز وجل وللرسول سيدنا محمد ﷺ وللناس وخلق الله كافة. وبهذا الوداد ينفتح تجلي حرف الواو (و) في قلوبهم ليبدؤوا بمعاينة الملكوت الرباني.
نسأل الله عز وجل ان يجعلنا من اهل المحبة ويجمعنا باهل محبته وخاصته وولايته ويكرمنا وينولنا من عطاء انواره وتجلياته وبركاته ويجعلنا من اهل الوداد فانهم اهل الرضى الإلهي والطرق امامهم مفتوحة دائما ان شاء الله.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. بحرمة محمد المصطفى وبسر سورة الفاتحة.
شكر خاص لكل المترجمين للمساعدة بالترجمة والصحبة
التاريخ الفعلي للصحبة : ١٨ مايو ٢٠٢٠ ميلادي
مقالات ذات تشابه
- I am the City of Knowledge and Ali (as) is Its Gate
- MORE SECRETS OF LAM ALIF, LAM JALA wa ALA
- BA – THE ARABIC LETTER
- Pray and Send Abundant Salutations for Prophet (s), He Will Pray for You
من فضلك ساهم في دعمنا في نشر المعارف السماوية وعلوم الأولياء وتبرع الان
جميع الحقوق محفوظة للمركز النقشبندي الإسلامي في فانكوفر، حقوق الطبع والنقل والنشر لسنة ٢٠٢١ محفوظة للكاتب والمركز